﴿فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ المعنى: إن صح ذلك، أو عرض عليكم هذا، فقد كرهتموه، ولا يمكنكم إنكار كراهته ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ لمن اتقى ما نهي عنه، وتاب مما فرط منه.
...
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣)﴾.
[١٣] ونزل نهيًا عن التفاخر: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى﴾ من آدم وحواء.
﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا﴾ جمع شعب -بفتح الشين-، وهو أكبر من القبيلة؛ لأنه يجمع القبائل مثل: ربيعة ومضر، والأوس والخزرج، سموا شعوبًا؛ لتشعبهم واجتماعهم كشعب أغصان الشجر ﴿وَقَبَائِلَ﴾ وهي دون الشعوب، واحدتها قبيلة، والقبيلة تجمع العمائر، [والعمائر تجمع البطون، والبطون تجمع الأفخاذ، والأفخاذ تجمع الفصائل] (١) مثاله: خزيمة شعب، كنانة قبيلة، قريش عمارة، قصي بطن، هاشم فخذ، العباس فصيلة، المعنى: خلقناكم من أصل واحد، ثم فرقناكم.
﴿لِتَعَارَفُوا﴾ ليعرف بعضكم بعضًا، ويعطيه حقه، لا للتفاخر، ثم بين ما به (٢) الفخر فقال: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ فإن التقوى بها تكمل

= (٢/ ٢٢٤)، و"معجم القراءات القرآنية" (٦/ ٢٢٤).
(١) ما بين معكوفتين زيادة من "ت".
(٢) "ما به" زيادة من "ت".


الصفحة التالية
Icon