﴿لَا يَلِتْكُمْ﴾ قرأ أبو عمرو، ويعقوب: (يَأْلِتكُمْ) بهمزة ساكنة بين الياء واللام، ويبدلها أبو عمرو على أصله؛ من ألت يألت؛ كضرب يضرب، لقوله تعالى: (وَمَا أَلَتْنَاهُمْ)، وقرأ الباقون: بكسر اللام من غير همز (١)؛ من لات يليت؛ كباع يبيع، وهما لغتان، معناهما: لا ينقصكم.
﴿مِنْ أَعْمَالِكُمْ﴾ أي: من ثوابها ﴿شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ﴾ لما (٢) فرط من المطيعين ﴿رَحِيمٌ﴾ بالتفضل عليهم.
...
﴿إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (١٥)﴾.
[١٥] ثم بين المؤمنين حقيقة فقال: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾ لم يشكوا.
﴿وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ في إيمانهم.
...
﴿قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٦)﴾.
[١٦] فلما نزلت هاتان الآيتان، أتت الأعراب رسولَ الله - ﷺ - يحلفون

(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦٠٦)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٢)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣٩٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٦/ ٢٢٦).
(٢) في "ت": "لمن".


الصفحة التالية
Icon