روى ابن عباس: "أن المؤمنين قالوا: يا رسول الله! لو خوفتنا، فنزلت: ﴿فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ﴾ " (١).
وتقدم اختلاف القراء في إثبات الياء وحذفها من (وَعِيدِي) في الحرف السابق، وكذلك اختلافهم في هذا الحرف، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب بسورة (ق) في كثير من الأوقات؛ لاشتمالها على ذكر الله تعالى، والثناء عليه، ثم على علمه بما توسوس به النفوس، وما تكتبه الملائكة على الإنسان من طاعة وعصيان، ثم تذكير الموت وسكرته، ثم تذكير القيامة وأهوالها، والشهادة على الخلائق بأعمالهم، ثم تذكير الجنة والنار، ثم تذكير الصيحة والنشور والخروج من القبور، ثم بالمواظبة على الصلوات، والله أعلم.

(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٣٨٥)، وذكره البغوي في "تفسيره" (٤/ ٢٢٥)، والثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٠٨)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (٥/ ١٧٠)، والقرطبي في "تفسيره" (١٧/ ٢٨).


الصفحة التالية
Icon