﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩)﴾.
[٩] ﴿فَكَانَ قَابَ﴾ قدرَ ﴿أَوْ أَدْنَى﴾ بل أقرب، فمن جعل الضمير عائدًا إلى الله لا إلى جبريل على هذا كان عبارة عن نهاية القرب، ولطف المحل، واتضاح المعرفة، والإشراف على الحقيقة من محمَّد - ﷺ -، وعبارة عن إجابة الرغبة، وقضاء المطالب قربٌ بالإجابة والقبول، وإتيانٌ بالإحسان وتعجيل المأمول، وإنما ذكر (القَوْسَين)؛ لأن القرآن نزل بلغة العرب، والعرب تجعل مساحة الأشياء بالقوس، ويقال: قاب قوسين؛ يعني: قدر ذراعين، وإنما سمي الذراع قوسًا؛ لأنه يقاس به الأشياء.
* * *
﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (١٠)﴾.
[١٠] ﴿فَأَوْحَى﴾ اللهُ ﴿إِلَى عَبْدِهِ﴾ - ﷺ - ﴿مَا أَوْحَى﴾ قوله تعالى: (مَا أَوْحَى) إبهام على جهة التفخيم والتعظيم، والذي عُرف من ذلك فرضُ الصلاة.
* * *
﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (١١)﴾.
[١١] ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ﴾ قرأ أبو جعفر، وهشام عن ابن عامر: (كَذَّبَ) بتشديد الذال؛ يعني: ما كذب قلب محمَّد - ﷺ -.
﴿مَا رَأَى﴾ بعينه، وقرأ الباقون: بتخفيفها (١)؛ أي: ما ارتابَ القلب،

(١) انظر: "التيسير" للداني (ص: ٢٠٤)، و"تفسير البغوي" (٤/ ٢٥٢)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٤٠٢)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٩).


الصفحة التالية
Icon