وقيل: مَنَّ به وعلَّمه الناسَ، وخص حفاظه وفهمته بالفضل، قال - ﷺ -: "خيركم من تعلَّمَ القرآن وعلَّمه" (١). قرأ ابن كثير: (الْقُرانَ) بالنقل، والباقون: بالهمز (٢).
* * *
﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣)﴾.
[٣] ومن الدليل على أن القرآن غير مخلوق: أن الله تعالى ذكره في كتابه العزيز في أربعة وخمسين موضعًا، ما فيها موضع صرح فيه بلفظ الخلق، ولا أشار إليه، وذكر الإنسان في ثمانية عشر موضعًا، كلها نصَّ (٣) على خلقه، وقد اقترن ذكرهما في هذه السورة على هذا النحو ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ﴾ هو آدم عليه السلام.
* * *
﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (٤)﴾.
[٤] ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ أسماء كل شيء، والبيان: هو إظهار المعنى وإيضاحه عما كان مستورًا قبله، وقيل: المراد بالإنسان: اسم الجنس، وبالبيان: النطق والفهم والإبانة عن ذلك، وذلك هو الذي ميز به من سائر الحيوان، وهذه الأفعال الثلاثة مع ضمائرها أخبار مترادفة للرحمن، وإخلاؤها من العاطف لمجيئها على نمط التعديد؛ كما تقول: زيد أغناك
(٢) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٤٠٥)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٤٥).
(٣) في "ت": "نصبٌ".