ويغشي مكانه الآخر، فيكون كأنه قد غشيه، ولف عليه، وأصل التكوير: اللفُّ والجمع، ومنه كور العمامة التي تلوى بعضها على بعض.
﴿وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾ وتسخيرهما: دوامهما على الجري لمصالح العباد.
﴿كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى﴾ مدة الدنيا ﴿أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ﴾ القادر على كل ممكن ﴿الْغَفَّارُ﴾ لذنوب التائبين.
﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٦)﴾.
[٦] ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ يعني: نفس آدم ﴿ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ يعني: حواء خلقت من ضلعه القصيرى، و (ثم) لترتيب الأخبار، لا لترتيب المعاني؛ لأنه لما كان خلق حواء من آدم غريبًا عادة، عطفت (ثم) ما بعدها على ما قبلها لفظًا، فكأنه قال: ثم كان من أمره قبل ذلك أن جعل منها زوجها.
﴿وَأَنْزَلَ﴾ أحدث ﴿لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ هي المذكورة في سورة الأنعام. قرأ أبو عمرو، ورويس عن يعقوب: (وَأَنْزَل لَّكُمْ) بإدغام اللام الأولى في الثانية (١).