﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٤١)﴾.
[٤١] ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾ القرآنَ ﴿لِلنَّاسِ﴾ أي: لأجلهم؛ لما فيه من مصلحة العالم وهداية الناس ﴿بِالْحَقِّ﴾ في أخباره وأحكامه.
﴿فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ﴾ عمل وسعى.
﴿وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا﴾ فإن وبال ضلاله عليه.
﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ والوكيل: القائم على الأمر حتى يكمله.
﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٤٢)﴾.
[٤٢] ثم نبه تعالى على آية من آياته الكبرى تدل الناظر على الوحدانية، وأن ذلك لا شرك فيه لصنم ولا غيره، فقال: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ﴾ لأن للإنسان نفسين: نفس الحياة، هي الروح تفارق بالموت، ونفس التمييز تفارق بالنوم، وتبقى نفس الحياة، وبينهما مثل شعاع الشمس، قال ابن عباس: "فيقبض الله تعالى جميع الأنفس التمييزية والحيوانية".
﴿حِينَ﴾ أي: وقت ﴿مَوْتِهَا﴾ لانقضاء أجلها.
﴿وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ﴾ والأنفس التي لم يحكم بموتها يقبض نفسها التمييزية ﴿فِي مَنَامِهَا﴾ أي: وقت نومها؛ بأن تخرج عن جسدها، وتبقى فيه