﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (٤٥)﴾.
[٤٥] ﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ﴾ أي: أُفرد بالذكر دون آلهتهم ﴿اشْمَأَزَّتْ﴾ نفرت ﴿قُلُوبُ﴾ الكافرين.
﴿الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ﴾ يعني: الأصنام.
﴿إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ يفرحون بذلك.
روي أن رسول الله - ﷺ - قرأ سورة النجم، فألقى الشيطان في أمنيته: تلك الغرانيق العلا، ففرح الكفار بذلك (١).
(١) قال ابن كثير في "تفسيره" (٣/ ٢٣٠): جاءت من طرق كلها مرسلة، ولم أرها مسندة من وجه صحيح. وقال الآلوسي في "تفسيره" (١٧/ ١٧٧) بعد أن ذكر من أسند هذه القصة: قد أنكر كثير من المحققين هذه القصة، فقال البيهقي: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل. وقال القاضي عياض في "الشفا": يكفيك في توهين هذا الحديث أنه لم يخرجه أحد من أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند صحيح سليم متصل، وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم. ثم ذكر -رحمه الله- عن محمد بن إسحاق وأبي منصور الماتريدي ما ملخصه: أن هذه القصة من وضع الزنادقة يلقونها بين الضعفاء وأرقاء الدِّين ليرتابوا في صحة الدين، وحضرةُ الرسالة بريئة من مثل هذه الرواية.. إلخ. وانظر: "الإسرائيليات" لأبي شهبة (ص: ٣١٤ - ٣٢٢).