والكسائي، وخلف: (فُتِحَتْ) (وَفتِحَتْ) بتخفيف التاء فيهما، والباقون: بالتشديد على التكثير (١).
﴿وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾ لا يعتريكم بعدُ مكروه.
﴿طِبْتُمْ﴾ أي: طاب لكم المقام ﴿فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ والفاء للدلالة على أن طيبهم سبب لدخولهم وخلودهم، فدخلوها.
﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (٧٤)﴾.
[٧٤] فلما رأوا ما أعد لهم فيها، أعجبوا سرورًا ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ﴾ بالبعث والثواب ﴿وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ﴾ أي: أرض الجنة، والوراثة هنا مستعارة؛ لأن حقيقة الميراث أن يصير شيء إلى إنسان بعد موت إنسان، وهؤلاء إنما ورثوا مواضع أهل النار لو كانوا مؤمنين ﴿نَتَبَوَّأُ﴾ نتنزل ﴿مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ﴾ منها، ثم يدخل سائر الأمم (٢)، وهو إشارة إلى السعة والزيادة عن قدر الحاجة، لا أن أحدًا ينزل في غير منزله، روي أن أمة محمد - ﷺ - تدخل أولًا الجنة، فتنزل حيث تشاء منها، ثم يدخل سائر الأمم، قال الله تعالى: ﴿فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ ثواب المطيعين.

(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٦٤)، و"التيسير" للداني (ص: ١٩٠)، و"تفسير البغوي" (٤/ ٢٩)، و"معجم القراءات القرآنية" (٦/ ٣١).
(٢) "منها ثم يدخل سائر الأمم" ساقطة من "ت".


الصفحة التالية
Icon