عليهم؛ فإنهم آمنوا، وبنوا المساجد قبل قدوم النبي - ﷺ - والمهاجرين المدينة بسنتين.
﴿يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ﴾ من المؤمنين ﴿وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ﴾ لقسم النبي - ﷺ - أموالَ بني النضير للمهاجرين دون الأنصار ﴿حَاجَةً﴾ حزازة وحسدًا ﴿مِمَّا أُوتُوا﴾ أي: مما أُعطي المهاجرون دونَهم من الفيء.
﴿وَيُؤْثِرُونَ﴾ إخوانَهم من المهاجرين بأموالهم ومنازلهم.
﴿عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ فقرٌ إلى ما يؤثرون به.
﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ﴾ وشحُّ النفس: هو كثرة الطمع وضبطها على المال والرغبة فيه، وامتداد الأمل، وهو فقر لا يُذهبه غنى المال، بل يزيده، وهو داعية كل خلق سوء ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ الفائزون بالثناء والثواب.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله - ﷺ - يقول: "لا يجتمعُ غبارٌ في سبيل الله ودخانُ جهنمَ في جوفِ عبدٍ أبدًا، ولا يجتمعُ الشحُّ والإيمانُ في قلبِ عبدٍ أبدًا" (١).
وقال - ﷺ -: "من أَدَّى الزكاةَ المفروضةَ، وقِرى الضيف، وأعطى في النائبة، فقد برئ من الشح" (٢).
والشح: هو أقبح البخل.

(١) رواه النسائي (٣١١٠)، كتاب: الجهاد، باب: فضل من عمل في سبيل الله على قدمه، والإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٢٥٦)، وابن حبان في "صحيحه" (٣٢٥١)، والحاكم في "المستدرك" (٢٣٩٥).
(٢) رواه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (١/ ٤٥٩)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه.


الصفحة التالية
Icon