﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾.
[٢٣] ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ من نظر العين، وحمل هذه الآية جميعُ أهل السنة على أنها متضمنة رؤية المؤمنين لله تعالى بلا كيف ولا تحديد كما هو معلوم موجود، لا يشبه الموجودات، كذلك لا يشبه المرئيات في شيء، فإنه ليس كمثله شيء سبحانه.
قال - ﷺ - "إنكم ترون ربَّكم يومَ القيامة كما ترون القمرَ ليلةَ البدر لا تُضامون في رؤيته" (١).
والمعتزلة ينفون رؤية الله تعالى، ويذهبون في هذه الآية إلى أن المعنى: إلى رحمة ربها ناظرة، وإلى ثوابه، أو إلى ملكه، فقدروا مضافًا محذوفًا، وتقدم الكلام على ذلك، واختلاف (٢) الأئمة على رؤيته سبحانه في الآخرة في سورة الأنعام.
...
﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (٢٤)﴾.
[٢٤] ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ﴾ عابسة متكرِّهة.
...
﴿تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (٢٥)﴾.
[٢٥] ﴿تَظُنُّ﴾ تتيقَّن ﴿أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ﴾ داهية عظيمة تفقر؛ أي: تكسر فقار الظهر.

(١) رواه البخاري (٦٩٩٧)، كتاب: التوحيد، باب قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ﴾، ومسلم (٦٣٣)، كتاب، المساجد ومواضع الصلاة، باب: فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما، من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه.
(٢) في "ت": "اتفاق".


الصفحة التالية
Icon