﴿وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا﴾ ما فرطَ ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم﴾.
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦)﴾.
[٦] ثم خاطب الله أمة (١) محمد - ﷺ -، فقال:
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ﴾ في إبراهيم ومؤمنيه ﴿أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ تقدم مذهب عاصم في (أُسْوَة)، فإن قيل: لم كرر الله الأسوة مرتين؟ فالجواب أن الأسوة الأولى غير الثانية، فالأولى أسوة في العداوة، والثانية في الخوف والخشية، فلا تكرار، وتبدل من ﴿لَكمْ﴾ بدل اشتمال.
﴿لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾ أي: يخاف الله، ويخاف عذاب الآخرة.
﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ﴾ عن الإيمان ﴿فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ﴾ عن خلقه.
﴿الْحَمِيدُ﴾ في ذاته وأفعاله، لا ينقص ذلك كفرُ كافر، ولا نفاقُ منافق.
﴿عسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧)﴾.
[٧] ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ﴾ أي: من كفار مكة.
﴿مَوَدَّةً﴾ محبة، ففعل الله ذلك؛ بأن أسلم كثير منهم يوم فتح مكة، وتحابوا.