الملائكة، وقيل في شاهد ومشهود غيرُ ذلك.
* * *
﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (٤)﴾.
[٤] وجواب القسم محذوف؛ كأنه قيل: إنهم ملعونون؛ يعني: كفار مكة؛ كما لعن أصحاب الأخدود، وقيل: الجواب.
﴿قُتِلَ﴾ أي: لُعن ﴿أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ﴾ وهي شق مستطيل في الأرض كالنهر، وجمعه أخاديد، وأصحاب الأخدود كانوا ثلاثة، وهم أنطاليوس الرومي بالشام، وبخت نصر بفارس، ويوسف ذو نواس بنجران، شق كل واحد منهم شقًّا عظيمًا في الأرض، وكان طوله أربعين ذراعًا، وعرضه اثني عشر ذراعًا، وهو الأخدود، وملؤوه نارًا، وقالوا من لم يكفر، وإلا ألقي فيه، فمن كفر، تُرك، ومن أبي، أُلقي فيه، وقيل: إن القرآن إنما نزل في التي بنجران (١)، وفي ذلك خلاف يطول ذكره.
* * *
﴿النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (٥)﴾.
[٥] ﴿النَّارِ﴾ بدل من ﴿الْأُخْدُودِ﴾ بدل اشتمال ﴿ذَاتِ الْوَقُودِ﴾ والوقود -بفتح الواو-: ما- يوقد به.
* * *
﴿إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (٦)﴾.
[٦] ﴿إِذْ هُمْ عَلَيْهَا﴾ أي: حولها على جانب الأخدود على الكراسي.

(١) انظر: "تفسير البغوي" (٤/ ٥٠٠).


الصفحة التالية
Icon