وصح أيضًا عن أبي جعفر، وأبي عمرو، وورد عن سائر القراء عند الختم، وهو سنة مأثورة عن النبي - ﷺ -، وعن الصحابة والتابعين في الصلاة وخارجها، لكن من فعله، فحسن، ومن لم يفعله، فلا حرج عليه (١).
وأما ابتداؤه، فاختلف فيه، فروي أنه من أول ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ﴾ وروي أنه من أول ﴿وَالضُّحَى﴾.
واختلف أيضًا في النهاية، فروي أن انتهاءه آخر سورة الناس، وروي: أولها، وقد ثبت نصه عن الإمامين الشافعي وأحمد رضي الله عنهما، ولم يستحبه الحنابلة؛ لقراءة غير ابن كثير، ولم أطلع على نص في ذلك لأبي حنيفة ومالك رضي الله عنهما.
ولفظه: (الله أكبر (٢)) في رواية البزي، وقنبل، وروي عنهما: التهليل قبل التكبير، ولفظة: (لا إله إلا الله والله أكبر)، والوجهان عنهما صحيحان جيدان مشهوران مستعملان.
وصفة التكبير في رواية ابن كثير بين كل سورتين أربعة عشر وجهًا:
الأول: قطعه عن آخر السورة، ووصله بالبسملة، ووصل البسملة في أول السورة الآتية، وهو ﴿وَلَسَوْفَ يَرْضَى﴾ قف (الله أكبر) صل (٣) (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) صل ﴿وَالضُّحَى﴾.

(١) قال البيهقي في "شعب الإيمان" (٢/ ٣٧١ - ٣٧٢) بعد أن ذكر الأقوال السالفة: قال أحمد: وقد روي عن النبي - ﷺ - في دعاء الختم حديث منقطع بإسناد ضعيف؛ وقد تساهل أهل الحديث في قبول ما ورد من الدعوات وفضائل الأعمال، متى ما لم تكن من رواية من يعرف بوضع الحديث أو الكذب في الرواية.
(٢) "أكبر" ساقطة من "ت".
(٣) قوله: "قف" و"صل" زيادة من "ت".


الصفحة التالية
Icon