عموده يتفلَّق بالضياء عن الظلام، ومنه: ﴿فَالِقُ الْإِصْبَاحِ﴾ [الأنعام: ٩٦].
* * *
﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (٢)﴾.
[٢] ﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ (ما) بمعنى الّذي يعمُّ كلَّ موجود له شر. وقرأ بعض المعتزلة القائلين بأن الله لم يخلق الشر (مِنْ شَرٍّ) بالتنوين (١) (ما خَلَقَ) على النَّفْي، وهي قراءة مردودة مبنية على مذهب باطل، فالله (٢) خالقُ كلِّ شيء.
* * *
﴿وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (٣)﴾.
[٣] ﴿وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ﴾ هو القمر ﴿إِذَا وَقَبَ﴾ خسفَ واسودَّ.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "أخذ رسولُ الله - ﷺ - بيدي، فأشار إلى القمر، فقال: يا عائشة! تعوَّذِي بالله من شرِّ هذا؛ فإن هذا الغاسِقُ إذا وَقَبَ" (٣).
* * *
﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (٤)﴾.
[٤] ﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾ السواحر اللواتي ينفثْنَ في عقد
(٢) في "ت": "الله".
(٣) رواه الترمذي (٣٣٦٦)، كتاب: التفسير، باب: ومن سورة المعوذتين، وقال: حسن صحيح، والإمام أحمد في "المسند" (٦/ ٦١)، وغيرهما.