كما يفعل بالإنسي، وقيل: هو بيان لمن يوسوس؛ لأنّ الشيطان إنسي وجني؛ لقوله تعالى: ﴿شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ﴾ [الأنعام: ١١٢]؛ أي: من شر وسوسة الإنس والجن، ويعضد هذا القول قول ابن عطية رحمه الله: ويظهر أيضًا أن يكون قوله: (وَالنَّاسِ) يراد به من يوسوس بخدعه من البشر، ويدعو إلى الباطل، فهو في ذلك كالشيطان (١).
وسمي الجن جنًّا؛ لاجتنانهم؛ أي: استتارهم، والناسُ ناسًا؛ لظهورهم؛ من الإيناس، وهو الإبصار، كما سموا بشرًا؛ من البشرة، وهو وجه الجلد.
قرأ أبو عمرو، والكسائي: بإمالة فتحة النون من (النَّاسِ) (٢) حيث وقع هذا الاسم مجرورًا في جميع القرآن، وروي عن الأوّل: الفتح، والوجهان صحيحان عنه من رواية الدوري، وقرأ الباقون: بالفتح (٣)، والله أعلم.
* * *

(١) انظر: "المحرر الوجيز" (٥/ ٥٤٠).
(٢) "النَّاس" زيادة من "ت".
(٣) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٧٠٣)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٤٤٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٨/ ٢٨١).


الصفحة التالية
Icon