﴿فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا﴾ هَلَّا ﴿أَخَّرْتَنِي﴾ أمهلتني ﴿إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ﴾ زمان يسير.
﴿فَأَصَّدَّقَ﴾ فأتصدق وأزكي مالي، قيل: نزلت في مانعي الزكاة.
﴿وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ المؤمنين. قرأ أبو عمرو: (وَأَكُونَ) بالواو ونصب (١) النون على جواب التمني، وعطفًا على (فَأَصَّدَّقَ)؛ لأنه نصب بإضمار أن، وقال: إنما حذفت الواو من المصحف اختصارًا، وقرأ الباقون: (وَأَكُنْ) بجزم النون من غير واو عطفًا على موضع (فَأَصَّدَّقَ) (٢)؛ لأنه جواب الشرط، تقديره: إن أخرتني، أصدق، وأكنْ، وكذا هو مرسوم في جميع المصاحف.
﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١١)﴾.
﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا﴾ ولن يمهلها ﴿إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا﴾ آخرُ عمرها.
واختلاف القراء في الهمزتين من (جَاءَ أَجَلُهَا) كاختلافهم فيهما من ﴿وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ﴾ في سورة الحج [الآية: ٦٥].
﴿وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ فمجازٍ عليه. قرأ أبو بكر عن عاصم (يَعْمَلُونَ) بالغيب على تخصيص الكفار بالوعيد، وقرأ الباقون: بالخطاب على مخاطبة جميع الناس (٣)، والله أعلم.
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦٣٧)، و"التيسير" للداني (ص: ٢١١)، و"تفسير البغوي" (٤/ ٤٠٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ١٥٥ - ١٥٦).
(٣) المصادر السابقة.