أن يقع فيه المستقبل».
وقال في ٦: ٨٥: «لا يتأتى تعلقه باذكر لأنه ظرف ماض».
وانظر ١١: ١٥، ١٥٢، ١٣٧، ٤: ٢٤٠.
ولما منع أبو حيان أن يكون (إذ) مفعولاً به لاذكر، أو ظرفًا متعلقًا باذكر - قدر مضافا محذوفًا يعمل في (إذ) إن كان لا يوجد لها عامل في الكلام.
قال في قوله تعالى:
﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ﴾ ٧: ٦٩.
«أي اذكروا آلاء الله عليكم وقت كذا، والعامل في (إذ) والعامل في (إذ) ما تضمنه النعم من الفعل» البحر ٤: ٣٢٤.
كذلك صنع في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ﴾ ٧: ٨٦ [البحر: ٤: ٣٤]
واستحسن تقدير ابن عطية: اذكروا حالكم الكائنة أو الثابتة إذ أنتم قليل في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ﴾ [البحر ٤: ٤٨٥].
وأعجب لأبي حيان بعد ذلك، فقد أجاز في آيات كثيرة أن يكون عامل (إذ) (اذكر). ذكر ذلك في كتابيه: البحر والنهر من غير إنكار ولا اعتراض، بل ذكر ما يحسن تقدير (اذكر) في قوله تعالى:
﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ﴾ ٥٠: ١٦ - ١٧. [البحر ٨: ١٢٣، والنهر ص ١٢٢].
وقال في قوله تعالى:
﴿وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ * إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ﴾ ٣: ٤٤ - ٤٥.