فقال: أرى جدًا وطريق جدّ، ونحن في هزل وطريق هزل. مراتب النحويين ص ٦٤ - ٦٥.
وقال ثعلب: اشتغل أهل القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الحديث بالحديث ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فيا ليت شعري ماذا تكون حالي في الآخرة؟
طريقة العرض: رأيت أن أقدم أمام دراسة كل حرف صورة واضحة موجزة لعناصر الدراسة التفصيلية، واخترت لها عنوان: «لمحات عن دراسة...» وهذه اللمحات أشبه بما تفعله الإذاعات في صدر نشراتها الإخبارية من تقديم موجز الأنباء، وآثرت هذا المنهج لأمرين:
١ - تقريب هذه الدراسة إلى نفوس القراء على اختلاف درجاتهم الثقافية، وتيسيرها لهم، فمن شاء اكتفى بهذا القدر ومن شاء رجع إلى الدراسة التفصيلية.
٢ - كفل هذا المنهج لي حرية نقل النصوص في الدراسة التفصيلية، وفي اعتقادي أن البحوث النحوية إن لم ترتكز على النصوص كانت كلامًا إنشائيًا أجوف لا غناء فيه، والوقوف على النصوص في كتب النحو يحتاج إلى بذل الجهد، وقد جعلت كتابي قائمًا برأسه، مستغنيًا بنفسه، لا يحتاج الناظر فيه إلى الرجوع إلى شيء من كتب النحو، كما حشدت له المراجع الكثيرة، وسيرى القارئ كتب النحو والإعراب والتفسير في كل مسألة، ولا يعني هذا أتفاقها في كل التفصيلات، وإنما كنت أتخير أوضح ما فيها، ثم أشير إلى بقية المراجع ليسهل الرجوع إليها.
ولما كان البحر المحيط لأبي حيان أهم كتب الإعراب، وأجمعها فائدة