لم يصح هذا الحديث لكان الفتح واجبًا؛ لأن قوله: ﴿لا تحلوا شعائر الله﴾ إلى آخر الآية يدل على أن مكة كانت في أيديهم، وأنهم لا ينهون عن هذا إلا وهم قادرون على الصد عن البيت الحرام، فوجب من هذا فتح (أن) لأنه لما مضى».
وفي البحر ٣: ٤٢٢: «وأنكر ابن جرير والنحاس؛ وغيرهما قراءة الكسر...
وهذا الإنكار منهم لهذه الآية صعب جدًا، فإنها قراءة متواترة، إذ هي في السبعة، والمعنى معها صحيح، والتقدير: أن وقع الصد في المستقبل مثل ذلك الصد الذي كان زمن الحديبية، وهذا النهي تشريع في المستقبل. وليس نزول هذه الآية عام الفتح مجمعًا عليه، بل ذكر اليزيدي أنها نزلت قبل أن يصدوهم، وعلى هذا القول يكون الشرط واضحًا»
.
ابن جرير رجح قراءة فتح همزة (أن) ولم ينكر قراءة كسر الهمزة: تفسير الطبري ٦: ٤٣.
٦ - ﴿وما أنتم بمصرخي﴾ [١٤: ٢٢]. مع الفراء.
أبو علي الفارسي
١ - ﴿وقالت هيت لك﴾ [١٢: ٣].
قرأ هشام (هئت لك) بالهمز، وفتح التاء، وكسر الهاء. قال أبو علي في «الحجة»: يشبه أن يكون الهمز وفتح التاء وهما من الراوي، لأن الخطاب من المرأة ليوسف، ولم يتهيأ لها بدليل قوله (وراودته) وكذا تبعه على هذا القول جماعة. وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد الفاسي: والقراءة صحيحة، وراويها غير واهم، ومعناها: تهيأ لي أمرك؛ لأنها ما كانت تقدر على الخلوة به في كل وقت، أو حسنت هيئتك. و (لك) على الوجهين بيان، أي لك أقول. النشر ٢: ٢٩٣ - ٢٩٥، غيث النفع ١٣٤ - ١٣٥، الشاطبية ٢٢٧، البحر ٥: ٢٩٣ - ٣٩٥.


الصفحة التالية
Icon