مغني اللبيب عن كتب الأعاريب
لابن هشام
لابن هشام رحلات متعددة إلى مكة المكرمة، وفي كل رحلة كان يوحى إليه مقامه في البلد الحرام بالاشتغال بإعراب القرآن.
رجل إلى مكة المكرمة سنة ٧٤٧ فسئل عن مسائل نحوية وأجاب عنها في رسالة محفوظة بمعهد المخطوطات، وفي مكتبتي مصورة منها. مسائلها ٤٣، عرض لما يزيد عن إعراب ستين آية.
قال في صدرها: بسم الله الرحمن الرحيم. قال الشيخ الإمام جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصاري الحنبلي: أما بعد حمد الله على أفضاله حمدًا كثيرًا طيبًا كما يليق بجلاله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله فإني ذاكر في هذه الأوراق مسائل سئلت عنها في بعض الأسفار، وأجوبة أجبت بها على سبيل الاختصار، ومسائل ظهرت لي في تلك السفرة يعم - إن شاء الله - نفعها، ويعظم عند اللبيب وقعها، وبالله تعالى أعتصم، وأسأله العصمة مما يصم، ولا خول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقال في ختامها: سئلت عنها بالحجاز الشريف عام سنة ٧٤٧، والحمد لله رب العالمين.
وكثير من هذا الإعراب تضمنه المغني.
ولما رحل إلى الحجاز سنة ٧٤٩ ألف مغني اللبيب لأول مرة، ثم فقد منه في منصرفه إلى مصر، ولما عاد إلى الحجاز سنة ٧٥٦ ألف المغني للمرة الثانية، وهذا التأليف هو الذي بين أيدينا، وقد تحدث في افتتاحيته بهذا.
المغني هو قمة التأليف في حروف المعاني، انتفع بالكتب التي سبقته وزاد عليها زيادات كبيرة في أحاديثه عن الجملة وأقسامها، وما له محل من الإعراب وما ليس