لقد كان يتعذر على دارس النحو والصرف أن يحتكم إلى أسلوب القرآن وقراءاته في كل ما يعرض له من قوانين النحو والصرف، فيسرت له هذه الدراسات هذا الاحتكام؛ فيستطيع أن يعرف متى أراد:
أورد مثل هذا الأسلوب في القرآن أم لا؟ وإذا كان في القرآن فهل جاء كثيراً أو قليلاً، وفي قراءات متواترة أو شاذة؟
وفي هذه الدراسات أيضاً دفاع عن النحو، فما أكثر ما رمى النحويون بأنهم سرقُوا النحو اللاتيني أو الإغريقي أو السرياني وأنهم وضعوا الحركات الإعرابية وابتدعوها، فبينت هذه الدراسات أن القواعد التي وضَعها النحويون تتمثل في أسلوب القرآن الكريم وقراءته، وبذلك تبرأ ساحة النحويين من هذا الاتهام الغاشم الظالم.
كانت طباعة القسمين الثاني والثالث بالقاهرة وكان عملي في الرياض؛ لذلك وقعت بعض الأخطاء المطبعية، وقد نبهت على المهم منها، وتركت الباقي لفطنة القارئ، على أني أقول كما قال الإمام الشافعي رحمه الله:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
كما أن عين السخط تبدي المساويا
ولست أزعم أني لا أخطئ، فإن العصمة لله وحده ولكني أقول كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:
إذا قيس إحسان امرئ بإساءة | فأربى عليها فالإساءة تغفر |