تقدم الواو على لام التعليل
في الآيات التي تقدمت الواو فيها على لام التعليل نجد للمعربين والمفسرين طريقين:
الأول: ذكره الفراء وغيره أن يقدر فعل متأخر هو المعلل بهذه العلة.
الثاني: جعل الواو عاطفة على علة محذوفة متقدمة.
وبعضهم يجعل الواو زائدة، وهو ضعيف.
وفي معاني القرآن ١: ١١٣: «والعرب تدخلها في كلامها على إضمار فعل بعدها ولا تكون شرطا للفعل الذي قبلها وفيها الواو ألا ترى أنك تقول: جئتك لتحسن إلي ولا تقول جئتك ولتحسن إلي.
فإذا قلته فأنت تريد: ولتحسن إلى جئتك وهو في القرآن كثير منه قوله:
﴿ولتصغي إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة﴾ ومنه قوله:
وفي المغني ١: ١٨٦: «وإما متعلق بفعل مقدر مؤخر أي ﴿وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله﴾ أنزله. ومثله: ﴿وخلق الله السموات والأرض بالحق ولتجزي كل نفس﴾ أي وللجزاء خلقهما. وقوله سبحانه: ﴿وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين﴾ أي وأريناه ذلك».
﴿وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين﴾ لو لم تكن فيه الواو كان شرطًا فإذا كانت الواو فيها فلها فعل مضمر بعدها ﴿وليكون من الموقنين﴾ أريناه.