أسرى
١ - سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى [١٧: ١]
٢ - فأسر بأهلك بقطع من الليل... [١١: ٨١].
= ٥
في المفردات: «السرى: سير الليل. يقال سرى وأسرى... وقيل: إن أسرى ليست من لفظة سرى يسرى، وإنما هي من السراة، وهي أرض واسعة... فأسرى نحو أجبل وأتهم وقوله ﴿سبحان الذي أسرى بعبده﴾ أي: ذهب به في سراة من الأرض، وسراة كل شيء: أعلاه، ومنه سراة النهار، أي ارتفاعه». في الكشاف: سرى وأسرى لغتان.
وفي البحر ٦: ٥٠٤ ﴿أسرى بعبده﴾ أسرى بمعنى: سرى وليست الهمزة للتعدية، وعدى بالباء. ولا يلزم من تعديته بالباء المشاركة في الفعل.
بل المعنى: جعله يسرى، لأن السرى يدل على الانتقال كمشى وجرى... ، فأسرى وسرى على هذا كسقى وأسقى، إذا كانا بمعنى واحد؛ ولذلك قال المفسرون: معناه: سرى بعبده.
قال ابن عطية: ويظهر أن ﴿أسرى﴾ معداة بالهمزة إلى مفعول محذوف، تقديره: أسرى الملائكة بعبده...
وأسرى في هذه الآية تخرج فصيحة، ولا يحتاج إلى تجوز قلق في مثل هذه اللفظة.
وإنما احتاج ابن عطية إلى هذه الدعوى اعتقاده أنه إذا كان أسرى بمعنى سرى لزم من كون الباء للتعدية مشاركة الفاعل للمفعول.