وفي البحر ٣: ١٢١: «قرأ نافع ﴿يحزنك﴾ من أحزان، وكذا حيث وقع المضارع إلا في ﴿لا يحزنهم الفزع﴾ فقرأه من حزن كالجماعة في جميع القرآن. يقال: حزن الرجل: أصابه الحزن. وحزنته: جعلت فيه ذلك، وأحزنته: جعلته حزينا».
وفي شرح الشافية للرضى ١: ٨٧: «وقد يجيء الثلاثي لازما ومتعديا في معنى واحد نحو... وحزن وحزنته، أي أدخلت فيه الحزن، ثم تقول: أفتنته وأحزنته فيهما، لنقل فتن وحزن اللازمين، لا المتعديين.
فأصل معنى أحزنته: جعلته حزينا، كأذهبته وأخرجته. وأصل معنى حزنته: جعلت فيه الحزن وأدخلته فيه، ككحلته ودهنته، أي جعلت فيه كحلا ودهنا، والمغزى من حزنته وأحزنته شيء واحد، لأن من أدخلت فيه الحزن فقد جعلته حزينا، إلا أن الأول يفيد هذا المعنى على سبيل النقل والتصيير لمعنى فعل آخر وهو حزن دون الثاني». وانظر سيبويه ٢: ٢٣٤.
زف وأزف
فأقبلوا إليه يزفون... [٣٧: ٩٤].
في الإتحاف: ٣٦٩: «واختلفوا في (يزفون): فحمزة بضم الياء من أزف الظليم، وهو ذكر النعام: دخل في الزفيف، وهو الإسراع، فالهمزة ليست للتعدية، الباقون بفتحها من زف الظليم: عدا بسرعة...». النشر ٢/ ٣٥٧، غيث النفع: ٢١٦، الشاطبية: ٢٧.
وفي البحر ٧: ٣٦٦: «قرأ الجمهور ﴿يزفون﴾ بفتح الياء من زف: أسرع أو من زفاف العروس، وهو التمهل في المشية، إذ كانوا في طمأنينة أن ينال أصنامهم لعزتهم. وقرأ حمزة ومجاهد... بضم الياء.
من أزف: دخل في الزفيف فهي ليست للتعدي، قاله الأصمعي...».