وهذا يؤيد ما قاله أبو الفتح.
ويرد على أبي حيان في زعمه الثاني إضافة المصدر إلى المفعول هي الكثيرة في القرآن.
جمعت آيات إعمال المصدر المصادر ترتيبًا أبجديًا، ثم جمعت آيات إضافة المصدر إلى الفاعل، ثم إضافة المصدر إلى المفعول، ثم الآيات التي يحتمل فيها المصدر أن يكون مضاف للفاعل وللمفعول، مع الترتيب السابق.
المصدر الميمي
أحصيت ما في القرآن من مصادر الميمية، وبينت المتعين منها للمصدرية، والمحتمل للمصدرية، وما جاء على القياس الصرفي، وما خرج عنه، ورتبت الألفاظ ترتيبًا أبجديًا.
وكذلك فعلت في أسماء وحرصت على ذكر نصوص النحويين. أما اسم الزمان فلم أجد ما يتعير في القرآن سوى قوله (موعدهم الصبح) (والساعة موعدهم) هذا ما ذكره النحاة.
وأرى أن يكون من ذلك قوله تعالى: ﴿وجعلنا النهار معاشا﴾؛ إذ المعنى: وجعلنا النهار وقت عيش، ولو جعلناه مصدرًا ميمًا لكان المعنى: وجعلنا النهار عيشا، فنحتاج إلى تقدير مضاف محذوف، وجعله اسم زمان لا يحوجنا إلى تقدير مضاف.
وقد جعله سيبويه في كتابه المبرد في المقتضب وغيرهما مصدرًا ميميًا ويبدو لي أنهم نظروا إلى مجيئه على (مفعل) بفتح العين، وقياس اسم الزمان (مفعل) بكسر العين.
ومخالفة القياس الصرفي جاءت في ألفاظ كثيرة من اسم المكان والمصدر الميمي: المشرق. المغرب. المسجد. المصير.


الصفحة التالية
Icon