مخالفة لهذا الأصل، ثم يعرض النحويون عنها، فلا يشيرون إليها، ولا يهتمون بأمرها.
لو كانت المخالفة في قراءة أو قراءتين أو ثلاث أو في عشر لاحتملنا الكلفة فكيف وقد جاوزت القراءات المخالفة المتواترة العشرات، وقاربت المئات في الحق أني لم أجد نظيرًا لهذا في دراستي.
القراءات التي اجتمع فيها ساكنان من غير أن تجتمع فيها الشروط الثلاثة أنواع:
١ - نوع قال عنه النحويون: إنه يتعذر النطق بها وردوا هذه القراءات منها:
أ- ﴿أم من لا يهدي﴾ ١٠: ٣٥ قرأ قالون عن ورش بسكون الهاء وتشديد الدال الإتحاف: ٢٤٩ النشر، ٢: ٢٨٣ - ٢٨٤، غيث النفع: ١١٩ - ١٢٠ قال عنها أبو جعفر النحاس: لا يقدر أحد أن ينطق به.
٢ - ﴿فما اسطاعوا أن يظهروه﴾ ١٨: ٩٧، قرأ حمزة بسكون السين وتشديد الطاء قال أبو علي الفارسي: هي غير جائزة، وطعنها الزجاج أيضًا. الإتحاف: ٢٩٥ - ٢٩٦، النشر ٢: ٣١٦، غيث النفع: ١٥٩.
٣ - ﴿وهم يخصمون﴾ ٣٦: ٤٩، قرأ قالون وأبو جعفر بسكون الخاء وتشديد الصاد الإتحاف: ٣٦٥، النشر: ٢: ٣٥٤، غيث النفع: ٢١٤.
٤ - شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن: ٢: ١٨٥، قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الراءين. الإتحاف: ١٥٤، ٢٦ - ٢٧، غيث النفع ٤٩.
٥ - فنعما هي: ٤: ٢٧١، ٤: ٥٨ قرأ قالون وأبو عمرو وأبو بكر بإسكان العين مع تشديد الميم.
أنكر الإسكان المبرد والزجاج وأبو علي، وقال المبرد: لا يمكن لأحد أن ينطق به.
وقال الزجاج في كتابه معاني القرآن ١: ٣٥٢ - ٣٥٣: وروى أبو عبيد: أن أبا جعفر وشيبة ونافعًا وعاصمًا وأبا عمرو بن العلاء قرأوا: (فنعما هي) بكسر النون وجزم العين، وتشديد الميم...


الصفحة التالية
Icon