عود الضمير على اللفظ دون المعنى
يعود الضمير على اللفظ، لا على المعنى في هذه المواضع:
١ - إن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم [٢: ٢٧١]
الضمير المنصوب في ﴿تخفوها﴾ عائد على التطوع، فيكون الضمير قد عاد على الصدقات لفظًا لا معنى، فيصير نظير: عندي درهم ونصفه، أي نصف درهم آخر؛ لأن قائل ذلك لا يريد: أن عنده درهما ونصف هذا الدرهم الذي عنده، وكذلك قول الشاعر:

كأن ثياب راكبه بريح خريق، وهي ساكنة الهبوب
يريد ريحا أخرى ساكنة الهبوب. البحر ٢: ٣٢٤.
٢ - وهو يرثها إن لم يكن لها ولد [٤: ١٧٥]
ضمير ﴿وهو﴾ وفاعل ﴿يرثها﴾ عائد إلى ما تقدم لفظًا دون معنى، فهو من باب: عندي درهم ونصفه؛ لأن الهالك لا يرث، والحية لا تورث، ونظيره من القرآن: (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره). البحر ٣: ٤٠٧.
٣ - ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه [٦: ٦٠]
الضمير من ﴿فيه﴾ عائد على النهار، عاد عليه لفظًا، والمعنى في يوم آخر؛ كما تقول: عندي درهم ونصفه.
وقيل: على التوفي، وقيل على الليل. البحر ٤: ١٤٧.
٤ - الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له [٢٩: ٦٢]
﴿ويقدر له﴾ هو من يشاء، فكأن بسط الرزق وقدره جعلا لواحد، قلت: يحتمل الوجهين جميعًا، يريد: يقدر لمن يشاء، فوضع الضمير موضع ﴿من يشاء﴾. الكشاف ٣: ٤٩٢


الصفحة التالية
Icon