الإيمان، فضلا عن الكافرين، فالخلاف فيما سوى ذلك، والذي استقر عليه بعضهم أن رسل البشر أفضل من رسل الملائكة، ورسل الملائكة أفضل من أولياء المسلمين، وأولياء الأمة الإسلامية أفضل من عامة الملائكة بعد الرسل.
- وبمناسبة ذكر السجود لآدم نحب أن نذكر بأن المسلم يسجد لجهة القبلة وهذه فريضة عليه، ولكنه لو سجد لصنم فإنه يكفر، ومن هنا نعلم أن قضية الكفر والإيمان قضية لها ضوابطها ولها أحكامها، والفتوى الصحيحة المبصرة من أهلها، هي التي تعطينا الجواب على كثير من الأمور التي تحتمل كفرا أو إيمانا. وقد اختلط الأمر في
عصرنا كثيرا حتى أصبحت المعلومات من الدين بالضرورة، محل نسيان أو جهل، وهذا يقتضي من العلماء بيانا، والعلماء مختلفون هل يكفر الإنسان وهو على الأرض الإسلامية، إذا أنكر معلوما من الدين بالضرورة، قبل البيان أو بعده؟ هناك اتجاهان للعلماء في ذلك، ولكثرة الجهل في عصرنا، ولكثرة التضليل، فإننا نرجح الكفر إذا أصر المنكر بعد البيان، على أن الأمر يحتاج إلى دقة فقهية ومعرفة صحيحة بالأمور المعلومة من الدين بالضرورة.
فصل في منصب الخلافة وضرورة إحيائه:
بمناسبة قوله تعالى: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً تحدث القرطبي في تفسيره عن منصب الخلافة في صفحات طويلة مفيدة، فليراجع كلامه، وننقل هنا نبذا من كلامه ثم نعلق تعليقا موجزا على هذا الموضوع:
يقول القرطبي:
- «هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع لتجتمع به الكلمة وتنفذ به أحكام الخليفة ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة إلا ما روي عن الأصم «حيث كان عن الشريعة أصم».
- في شرائط الإمام وهي أحد عشر:
الأول: أن يكون من صميم قريش... وقد اختلف في هذا.
الثاني: أن يكون ممن يصلح أن يكون قاضيا من قضاة المسلمين مجتهدا لا يحتاج إلى غيره في الاستفتاء في الحوادث وهذا متفق عليه.