الآية، وتأمل المسرى العام لسورة يونس من خلال تأمل الآيات التالية:
الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ
أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ..
وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ لاحظ كلمة لا رَيْبَ فِيهِ
أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ....
يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ لاحظ كلمة وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لاحظ كلمة فِي شَكٍّ قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
لاحظ كلمة فِي شَكٍ
قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ
وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ...
*** لو أنك نظرت هذه الآيات بتأمل لوجدتها: إما أنها تتحدث عن الشك وتزيل أسبابه، أو أنها تتحدث عن هداية القرآن والاهتداء به، وكل ذلك مرتبط بقوله تعالى من سورة البقرة: الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ
...........
إنه بسورة يونس يبدأ التفصيل الثاني لسورة البقرة بتفصيل أول آية فيها، ولكن- كما رأينا من قبل- أن السورة عادة لا تفصل محورها فقط بل تفصل محورها وامتداداته وارتباطاته من سورة البقرة نفسها، وهذا الذى نراه في سورة يونس.
*** ولقد فطن الألوسي إلى مجموعة روابط تربط بين سورة يونس وسورة براءة التي سبقتها فقال: (ووجه مناسبتها لسورة براءة أن الأولى ختمت بذكر الرسول صلى الله عليه وسلم


الصفحة التالية
Icon