السورة التي هي فيها. وفي كل مرة نرى شيئا ما جديدا ولنمض في سياق السورة لنرى قصة هود عليه السلام مع قومه وهي تؤدي نفس ما أدته القصة السابقة مع زيادات.
تفسير المجموعة الثانية
وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا والآية معطوفة على قوله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ.. قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ أي اعرفوه ووحدوه وأطيعوه ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ فهو وحده الإله وهو وحده المستحق للعبادة إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ أي كاذبون بتسمية غيره إلها وإعطاء غيره حقوق الألوهية
يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أي على الله وكل رسول قد واجه قومه بهذا القول، لأن شأنهم النصيحة، والنصيحة لا يمحضها إلا حسم المطامع، وما دام شئ من المطامع يتوهم فيها لم تنجع ولم تنفع أَفَلا تَعْقِلُونَ إذ تردون نصيحة من لا يطلب عليها أجرا إلا من الله وهو ثواب الآخرة، ولا شئ أنفى للتهمة من ذلك
وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ عما سلف من كفركم وذنوبكم بالإيمان به والإخبات له ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ عما يستقبل ويحتمل يُرْسِلِ السَّماءَ أي المطر عَلَيْكُمْ مِدْراراً أي كثيرة الدرور وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ إن قوة مال، أو قوة جسد، أو قوة عامة للمجموع وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ أي لا تعرضوا عني وعما أدعوكم إليه مصرين على إجرامكم وآثامكم. وهكذا دعا هود قومه إلى العبادة والاستغفار، وهي دعوة القرآن التي سجلتها بداية سورة هود، وهذا يؤكد وحدة السورة، ووحدة الدعوة الإسلامية في كل العصور، ويؤكد صلة سورة هود بمحورها،
قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وهذه دعوى منهم وكذب؛ فما من رسول إلا وقد أوتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر. ولكنه الكذب والجحود وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ أي وما نترك آلهتنا صادرين عن قولك، أي لن نتركهم بمجرد قولك اتركوهم وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ أي وما يصح من أمثالنا أن يصدقوا مثلك فيما يدعوهم إليه؛ إقناطا له من الإجابة
إِنْ نَقُولُ أي ما نقول إِلَّا اعْتَراكَ أي أصابك بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ أي بجنون وخبل. والتقدير:
ما نقول قولا إلا هذه المقالة، أي قولنا اعتراك بعض آلهتنا بسوء أى: ما نظن إلا أن بعض الآلهة أصابك بجنون وخبل في عقلك، بسبب نهيك عن عبادتها وعيبك لها قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ أي من إشراككم آلهة من