الأشكال والأحجام والأنواع والأجناس، والخصائص والسمات، في هذه الأحياء التي لا يعلم علمها إلا الله.. ومن يدري فربما كانت هذه قاعدة الكون كله حتى الجماد! وقد أصبح معلوما أن الذرة- أصغر ما عرف من قبل من أجزاء المادة- مؤلفة من زوجين مختلفين من الإشعاع الكهربي، سالب وموجب يتزاوجان ويتحدان! كذلك شوهدت ألوف من الثنائيات النجمية. تتألف من نجمين مرتبطين يشد بعضهما بعضا، ويدوران في مدار واحد كأنما يوقعان على نغمة رتيبة!).
كلمة في السياق: [حول مضمون الفقرة الثانية وسياقها]
يلاحظ أنه في آخر سياق الآيات قال تعالى: أَفَلا يَشْكُرُونَ سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وهذا يشير إلى أن الآية التي ذكرت في ابتداء الفقرة إنّما ذكرت لاستخراج الشكر وتنزيه الله، وهذا فحوى كل رسالة ابتعث الله عزّ وجل بها رسله.
فالفقرات الثلاث التي تعرض لنا آيات ثلاثا كبارا تعرّفنا على الله عزّ وجل، وعلى ضرورة شكره، ثم إن عرض هذه الآيات في سياق هذه السورة يشير إلى أن الله عزّ وجل الذي فعل هذا كله للإنسان لم يفعله سدى، ولن يترك عباده سدى، ومن ثمّ أرسل الرسل الذين تحدّث عنهم في المقطع الأول من السّورة.
***