كلمة في السياق:
نلاحظ أن الآية الثانية من هذه المجموعة هي قوله تعالى: وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ وهاهنا جاء قوله تعالى: إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ فكأن الشئ الذي ذكر في مقدمة المجموعة يأخذ الآن مداه في التفصيل، وما بين ذلك ورد قوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمْ... وَإِذا قِيلَ لَهُمُ... ليكون ما ذكر في الوسط تدليلا على وقوع ما سيقع وإقامة حجة.
...
فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً. قال ابن كثير: أي من عملها وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ هذه قاعدة الحساب
إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ أي يوم القيامة فِي شُغُلٍ عن غيرهم بما هم فيه من النعيم المقيم والفوز العظيم فاكِهُونَ قال النسفي: الفاكه والفكه: المتنعم المتلذذ، وشغل أهل الجنة فسره النسفي فقال: وهو افتضاض الأبكار على شط الأنهار تحت الأشجار، أو ضرب الأوتار أو ضيافة الجبار. قال ابن كثير: (يخبر تعالى عن أهل الجنة أنهم يوم القيامة إذا ارتحلوا من العرصات فنزلوا في روضات الجنات أنهم في شغل عن غيرهم بما هم فيه من النعيم المقيم والفوز العظيم)
هُمْ وَأَزْواجُهُمْ قال مجاهد: أي وحلائلهم فِي ظِلالٍ قال ابن كثير: أي في ظلال الأشجار عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ فهم في غاية المتعة واللذة والراحة
لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ من جميع الأنواع وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ قال ابن كثير: أي مهما طلبوا وجدوا من جميع أصناف الملاذّ
سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ قال النسفي: والمعنى أن الله يسلّم عليهم بواسطة الملائكة أو بغير واسطة تعظيما لهم وذلك متمنّاهم، ولهم ذلك لا يمنعونه وأما الكافرون فيقال لهم
وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ أي وانفروا عن المؤمنين وكونوا على حدة
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ فيما ركزته فيكم من أدلة العقل، وأنزلته عليكم من دلائل السمع أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ أي ألا تطيعوه فيما يوسوس به إليكم، ويزيّنه لكم إِنَّهُ أي الشيطان لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ أي واضح العداوة ظاهرها
وَأَنِ اعْبُدُونِي أي وحّدوني وأطيعوني هذا أي طاعة الرحمن ومعصية الشيطان صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ أي صراط بليغ في استقامته ولا صراط أقوم منه
وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أي خلقا كثيرا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ هذا استفهام تقريع على


الصفحة التالية
Icon