- وفسره الحسنُ، وقتادةُ، والضحاك، والربيعُ والنخعيُّ، بالزنى (١)، وربما أعطاه كلام الشافعي.
- وذكر بعضُهم أن الشافعيَّ فسره بالجِماع مثل أن يصف نفسه به، فيقولَ: عندي جماعٌ يصلح لمَنْ جومِعَتْ، وأنشد فيه قولَ امْرِئ القيسِ: [البحر الطويل]
لَقَدْ زَعَمَتْ بَسْباسَةُ اليَومَ أَنَّني | كبِرْتُ وأَنْ لا يُحْسِنُ السِّرَّ أَمثْالي (٢) |
وأشهرُ هذه الأقوال هو الأولُ (٣)؛ لأن الله سبحانه حظرَ ذلك خشيةَ الحِرْصِ منها على الإخبارِ بانقضاء العدَّة قبل أَجَلِها، وهو تفسيرُ ابنِ عباس، وابنِ جُبَيْرٍ، ومُجاهدٍ، وعِكرمةَ، والسدِّي، وبه قال الشعبيُّ ومالكٌ (٤)، ويكون الاستثناء من قوله تعالى: ﴿إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ [البقرة: ٢٣٥]
= وجائز أن يعرض لها بما تفهم به أنَّه يريد نكاحها | ، فأباح تعالى التعريض ومنع من المواعدة سرًا. |
(٢) انظر: "خزانة الأدب" للبغدادي (١/ ٢٨)، ويروي البيت:
ألا زعمت بسباسة اليوم أنني | كبرت وأن لا يحسن اللهو أمثالي |
(٣) ورجحه الجصاص في "أحكام القرآن" (٢/ ١٣١).
(٤) كما مرَّ قريبًا.