وقد أجمعَ المسلمون على فَرْضِيَّة ذلك، لكنهم اختلفوا في أنواعِ طهارتهما.
فالذي عليهِ عَمَلُ الناسِ، وقال به الجُمهورُ: أنَّ طهارَتَهُما الغَسْلُ (١).
أما على قراءةِ النَّصْبِ، فالدَّلالَةُ ظاهِرةٌ.
وأما على قراءةِ الخَفْض، فقيلَ: المرادُ بالمَسْح الغَسْلُ.
قال أبو زيدٍ: المسحُ خَفيفُ الغَسْلِ، يقولُ العربُ: مسحَ اللهُ ما بك، أي: غَسَلَكَ وطَهَّرَكَ من الذنوبِ، فكذلك المسحُ يكون في الرِّجْلِ (٢) هو الغَسْلُ الخفيفُ (٣).
وقيل: إنه خَفْضٌ على الجِوار، فهو معطوف في اللفظِ دونَ المعنى (٤)، وذلكَ جائزٌ موجودٌ في لسانِ العربِ؛ كقولهم: جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ (٥).
قال الشاعر (٦): [البحر الطويل]
كَأَنَّ ثَبيرًا في عَرَانينِ وَبْلِهِ | كبيرُ أناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ |
(١) انظر: "الإشراف على مذاهب العلماء" لابن المنذر (١/ ٢٢١)، و "أحكام القرآن" للجصاص (٣/ ٣٤٩)، و"الاستذكار" لابن عبد البر (١/ ١٤٠).
(٢) في "ب": "الأرجل".
(٣) انظر: "الإنصاف في مسائل الخلاف" للأنباري (٢/ ٦٠٩)، و "المغني" لابن قدامة (١/ ٩٢).
(٤) انظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (١/ ١٣٩)، و"المغني" لابن قدامة (١/ ٩١).
(٥) انظر: "أساس البلاغة" للزمخشري (ص ٥٩٣ - ٥٩٤)، و"لسان العرب" (٢/ ٥٩٣) مادة (مسح).
(٦) هو امرؤ القيس، والبيت في معلقته رقم (٧٧)، (ص: ٧٤) من "شرح المعلقات السبع" للزوزني.
(٢) في "ب": "الأرجل".
(٣) انظر: "الإنصاف في مسائل الخلاف" للأنباري (٢/ ٦٠٩)، و "المغني" لابن قدامة (١/ ٩٢).
(٤) انظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (١/ ١٣٩)، و"المغني" لابن قدامة (١/ ٩١).
(٥) انظر: "أساس البلاغة" للزمخشري (ص ٥٩٣ - ٥٩٤)، و"لسان العرب" (٢/ ٥٩٣) مادة (مسح).
(٦) هو امرؤ القيس، والبيت في معلقته رقم (٧٧)، (ص: ٧٤) من "شرح المعلقات السبع" للزوزني.