بالولاية (١) هُنا هُوَ البِرَّ والإحسانَ، لما سَمَّاهُمْ ظالِمين، ولا فاسِقين (٢).
* * *
١٦٦ - (١٢) قوله تَبارَكَ وتَعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: ٢٨].
* أمرنا اللهُ سبحانَهُ بحرمانِ المُشركينَ المسجدَ الحرام، ونَبَّهَنا على العِلَّةِ المُوجِبَةِ لِحِرْمانِهِم، وهي النَّجَسُ.
والنَّجَسُ: الشيءٌ المُسْتَقْذَرُ مِنْ كُل شيءٍ، قاله اللَّيْثُ (٣).
وهو يقعُ على كل مُسْتَقْذَرٍ حِسًّا: كالمَيْتَةِ، والعَذِرَةِ، وعلى كُلِّ مُسْتَقْذَرٍ مَعْنًى: كالجنابَةِ، وسائِرِ الأَحْداثِ (٤).
فيحتملُ أن يكونَ وصفَهم بالنجسِ؛ استقذارًا لَهُمْ؛ لكفرِهم، ويدلُّ عليه قولُ مُقاتِلِ: أي: هم خُبَثاءُ نَجَسٌ (٥) بالكُفْرِ ظاهِرًا، وبالعَداوَةِ باطنًا (٦).

(١) "بالولاية": ليس في "أ".
(٢) انظر: "أحكام القرآن" للجصاص (٤/ ٢٧٨)، و "أحكام القرآن" لابن العربي (٤٦٢/ ٢).
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (٧/ ١٤٦).
(٤) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (٢/ ٤ - ٥)، و"لسان العرب" (٦/ ٢٢٦) مادة (نجس)، و "أساس البلاغة" للزمخشري (٦٢٠).
(٥) "نجس": ليس في "أ".
(٦) روى الطبري في "تفسيره" (١٠/ ١٠٥)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٧٧٥) عن قتادة في قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ﴾؛ أي: أجناب.
وروى ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٧٧٥) عن ابن عباس قوله: في قوله: =


الصفحة التالية
Icon