١٧٠ - ١٧١ (١٦ - ١٧) قوله عَزَّ وجَلَّ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (٣٨) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [التوبة: ٣٨ - ٣٩].
* اختلفَ الناسُ في هذهِ الآيةِ.
فقالَ قومٌ: إنها منسوخةٌ (١) بقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً﴾ [التوبة: ١٢٢]، ونُسبَ إلى ابنِ عباسٍ، والحسنِ، وعِكْرِمَةَ -رضي الله تعالى عنهم- (٢).
وقالَ السُّدِّيُّ: لَمَّا نزلتْ هذهِ الآيةُ، اشتدَّ شأنُها على الناسِ، فنسخها اللهُ سبحانه، وأنزل: ﴿لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى﴾ (٣) [التوبة: ٩١].
وقيل: إنها محكمةٌ مخصوصةٌ بحالةِ الحاجةِ إلى كافَّتِهم، والمعنى: إلَّا تّنْفِروا إذا احْتِيجَ إلى كافَّتِكم، يُعَذِّبْكُمْ.
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٩٩٨)، و (٦/ ١٧٩٨)، وأبو داود في "ناسخه"، وابن المنذر كما في "الدر المنثور" للسيوطي (٢/ ٥٩١)، وانظر: "تفسير الطبري" (١/ ٦٧ - ٦٩)، ورواه عن ابن عباس البيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ٤٧).
(٣) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٨٠٣ - ١٨٠٤)، وأبو الشيخ الأصبهاني في "تفسيره" كما ذكر السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٢٠٨). وذكره ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (ص: ١٧٦).