ويدلُّ له (١) قولهُ - ﷺ -: "ما العَمَلُ في أيامٍ أَفْضَلَ منها في هذهِ" قالوا: ولا الجهادُ في سبيلِ الله؟ قال: "ولا الجهادُ، إلا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِر بِنَفْسِه ومالِهِ، فلم يَرْجِعْ بشيءٍ" (٢).
وقال ابنُ عباس في روايةِ عطاءٍ: يريدُ أيامَ الحَجِّ، وهوَ يومُ عَرَفَةَ والنَّحْرِ وأيامُ التشريقِ، واختارَ الزَّجّاجُ (٣).
وقال الضَّحّاكُ: يومُ الترويةِ وعرفةُ ويومُ النَّحْر.
وقالَ مالِكٌ: يومُ النحرِ، ويومانِ بعدَهُ، فيومُ النحرِ معلومٌ عندَهُ، وليسَ بمعدودٍ، وثالثُ أيامِ التشريقِ معدود، وليس بمعلومٍ، واليومانِ اللَّذانِ بينَهُما معلومانِ مَعْدودان (٤).
الجملة الثالثة: خصَّ اللهُ سبحانَهُ الأيامَ المَعْلوماتِ بالذِّكْرِ، وجعلَها ظَرْفاً لذكرِه على بَهيمَةِ الأنعامِ، ومفهومُ التَّخْصيصِ أنّهُ لا يكونُ في غَيْرِها.
وهو مذهب الحنابلة، انظر: "المغني" لابن قدامة (٢/ ١٢٦).
(١) في "ب ": "عليه".
(٢) رواه البخاري (٩٢٦)، كتاب: العيدين، باب: فضل العمل في أيام التشريق، عن ابن عباس.
(٣) انظر: "تفسير الطبري" (٢/ ٣٠٢)، و"معالم التنزيل" للبغوي (٣/ ٢٨٤)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٣/ ٢)، و"الدر المنثور" للبغوي (٦/ ٣٧).
(٤) انظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (٥/ ٢٤٤)، و"بداية المجتهد" لابن رشد (١/ ٣١٩)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٣/ ٢).