وتفسير النَّاس يدور على ثلاثة أصول:
١ - تفسيرٌ على اللفظ؛ وهو الذي ينحو إليه المتأخرون.
٢ - وتفسيرٌ على المعنى، وهو الذي يذكره السلف.
٣ - وتفسيرٌ على الإشارة والقياس؛ وهو الذي ينحو إليه كثيرٌ من الصوفية وغيرهم. وهذا لا بأس به بأربعة شرائط:
١ - أن لا يناقض معنى الآية.
٢ - وأن يكون معنىً صحيحًا في نفسه.
٣ - وأن يكون في اللفظ إشعارٌ به.
٤ - وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباطٌ وتلازُمٌ [ح/ ٢٩].
فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطًا حسنًا.
وأضعفُ من ذلك كلِّه قولُ ابنِ جُريج: " ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (٢)﴾ يعني: فالمُنْجِحَات أَمْرًا، يريد البالغين نُجْحَهُم فيما طلبوه" (١).
وعطف قوله: ﴿فَأَثَرْنَ﴾ و ﴿فَوَسَطْنَ﴾ -وهما فِعْلَان- على:

= بـ "الموريات" التي توري النيران قدحًا، فالخيل توري بحوافرها، والنَّاس يورونها بالزَّند، واللسان -مثلًا- يوري بالمنطق، والرجال يورون بالمكر -مثلًا-، وكذلك الخيل تهيِّج الحرب بين أهلها إذا التقت في الحرب، ولم يضع الله دلالةً على أن المراد من ذلك بعضٌ دون بعضٍ، فكلُّ ما أورت النَّار قدحًا؛ فداخلة فيما أقسَمَ به، لعموم ذلك بالظاهر".
وانظر: "المحرر الوجيز" (١٥/ ٥٤٥)، و"الجامع" (٢٠/ ١٥٧).
(١) انظر: "الجامع" للقرطبي (٢٠/ ١٥٧).


الصفحة التالية
Icon