وكذلك ذَكَرَ الخُلُقَين الذمِيمَين في قوله عزَ وجَلَّ: ﴿وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [النساء: ٣٨] إلى قوله (١): ﴿وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ﴾ [النساء: ٣٩].
ونظيره ما تقدَّمَ (٢) في سورة "الليل" من ذَمَّ المستغني البخيل، ومَدْحِ المعطي المُصَدِّق بالحُسْنَى.
ونظيره ذَمُّ الهُمَزَةِ اللُّمَزَة (٣) ﴿الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢)﴾ [الهمزة: ٢]، فإنَّ "الهَمْزَ" و"اللَّمْزَ" من الفَخْر والكِبْر، وجمْعَ المال وتعديدَهُ من البُخْل، وذلك مُنَافٍ لِسِرِّ الصلاة والزكاة ومقصودِهما.
ثُمَّ خوَّفَ -سبحانه- الإنسانَ الذي هذا وَصْفُه حين يُبَعْثَرُ ما في القبور؛ أي: يُثَارُ ويُخرَجُ، ويُحصَّلُ ما في الصدور؛ أي: مُيِّزَ، وجُمِعَ، وبُيِّنَ، وأُظهِرَ، ونحو ذلك.
وجمع -سبحانه- بين القبور والصدور، كما جمع بينهما النبيُّ - ﷺ - في قوله: "مَلأَ اللهُ أَجْوَافَهم وقُبُورَهم نارًا" (٤)، فإنَّ الإنسانَ يواري صدرُهُ
(٢) راجع (ص/٨٩)، وكلمة "نظيره" أثبتها من (ح) و (م)، وسقطت من باقي النسخ.
(٣) ساقط من (ك).
(٤) أخرجه -بهذا اللفظ-: مسلم في "صحيحه" رقم (٦٢٨) من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.
وأخرجه: البخاري في "صحيحه" رقم (٤٢٥٩) من حديث علي -رضي الله عنه- بلفظ: "ملأ الله قبورهم وبيوتهم، أو أجوافهم -شكَّ يحيى بن سعيد =