اليوم حتَّى يظهر خيرُها من شرِّها، ومُؤَدِّيها من مضيِّعِها، وما كان لله ممَّا لم يكن له.
قال عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: "يُبْدِي اللهُ يومَ القيامة كلَّ سِرٍّ، فيكون زَينًا في الوجوه، وشَينًا فيها" (١). والمعنى: تختبر السرائر بإظهارِها، وإظهارِ مقتضياتها من الثوابِ والعقابِ، والحَمْدِ والذَّمِّ.
وفي التعبير عن الأعمال بـ"السِّرِّ" لطيفةٌ، وهي أنَّ الأعمال نتائج السرائر الباطنة، فمن كانت سريرته صالحةً كان عمله صالحًا، فتبدو سريرتُه على وجهه نورًا وإشراقًا وحُسْنًا، ومن كانت سريرته فاسدةً كان عمله تابعًا لسريرته -لا اعتبارَ بصورته- فتبدو سريرته على وجهه سوادًا وظلمةً وشَينًا. وإن كان الذي يبدو عليه في الدنيا إنَّما هو عملُه لا سريرتُه، فيوم القيامة تبدو عليه سريرته، ويكون الحكم والظهور لها، وفي الحديث: "أنْقُوا (٢) هذه السرائر؛ فإنَّه ما أسَرَّ امْرُؤٌ سريرةً إلَّا ألْبسَهُ اللهُ رِدَاءَ سريرته" (٣).
(٢) في (ط): ابقوا، وأهمل إعجامها في (ز) و (ن)، والصواب ما أثبته.
(٣) هذا الحديث روي مرفوعًا وموقوفًا من حديث عثمان -رضي الله عنه-.
فأمَّا المرفوع فأخرجه: ابن عدي في "الكامل" (٢/ ٧٨٩)، والطبري في "تفسيره" (٥/ ٤٥٩)، وابن أبي حاتم -كما في "كنز العمال" رقم (٨٤٢٧)، و"الدر المنثور" (٣/ ١٤٢) -، وأبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٢١٥)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١/ ٣٠٦)، والبيهقي في "شعب الإيمان" رقم (٦٥٤٣)، والخطيب في "الموضح" (٢/ ٤٦٠).
وإسناده ضعيف جدًّا، وقد ضعفه الطبري (٥/ ٤٥٦)، وابن كثير (٣/ ٤٠١)، =