وأغواها، وأبطلَها، وأهلكَها (١).
قال أرباب هذا القول: قد أقسم الله -تعالى- بهذه الأشياء التي ذكرها؛ لأنَّها تدلُ على وحدانيته، وعلى فلاح مَنْ طَهَّره، وخسارة من خَذَلَهُ، حتَّى لا يظُن أحدٌ أنَّه هو الذي يتولَّى تطهيرَ نفسه، وإهلاكَها بالمعصية؛ من غير قَدَرٍ سابقٍ، وقضاءٍ متقدِّمٍ (٢).
قالوا: وهذا أبلغ في التوحيد الذي سيقت له هذه السورة.
قالوا: ويدلُّ عليه قوله: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)﴾ [الشمس: ٨].
قالوا: ويشهد له حديث نافع بن عمر (٣)، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: انتبهتُ ليلة؟ فوجدتُ رسولَ الله - ﷺ -وهو يقول: "ربِّ؛ أعْطِ نفسي تقواها، وزكِّها أنتَ خير من زكَّاها، أنت وَليُّها ومولاها" (٤).
(١) انظر: "جامع البيان" (١٢/ ٦٠٣)، و"زاد المسير" (٨/ ٢٥٨)، و"تفسير ابن كثير" (٨/ ٤١٢).
(٢) هذا كلام أبي الحسن الواحدي في "الوسيط" (٤/ ٤٩٧).
(٣) هو نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل الجُمَحي، القرشي المكِّي، ثقةٌ ثبتٌ، روى له الجماعة، توفي سنة (١٦٩ هـ) رحمه الله.
انظر: "تهذيب الكمال" (٢٩/ ٢٨٧)، و"الثقات" لابن حبان (٧/ ٥٣٣).
(٤) أخرجه بهذا الإسناد أبو الحسن الواحدي في تفسيره "الوسيط" (٤/ ٤٩٨).
وقد أخرجه أحمد في "المسند" (٦/ ٢٠٩) رقم (٢٥٧٥٧) فقال: حدثنا وكيع، عن نافع -يعني ابنَ عمر-، عن صالح بن سعيد، عن عائشة -رضي الله عنها-، فذكره.
وذكر الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (١/ ٦٥٢) أن هذا الحديث من رواية: صالح بن سعيد، عن عائشة -رضي الله عنها-. =
(٢) هذا كلام أبي الحسن الواحدي في "الوسيط" (٤/ ٤٩٧).
(٣) هو نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل الجُمَحي، القرشي المكِّي، ثقةٌ ثبتٌ، روى له الجماعة، توفي سنة (١٦٩ هـ) رحمه الله.
انظر: "تهذيب الكمال" (٢٩/ ٢٨٧)، و"الثقات" لابن حبان (٧/ ٥٣٣).
(٤) أخرجه بهذا الإسناد أبو الحسن الواحدي في تفسيره "الوسيط" (٤/ ٤٩٨).
وقد أخرجه أحمد في "المسند" (٦/ ٢٠٩) رقم (٢٥٧٥٧) فقال: حدثنا وكيع، عن نافع -يعني ابنَ عمر-، عن صالح بن سعيد، عن عائشة -رضي الله عنها-، فذكره.
وذكر الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (١/ ٦٥٢) أن هذا الحديث من رواية: صالح بن سعيد، عن عائشة -رضي الله عنها-. =