وبين المُقْسَم به والمُقْسَم عليه من التناسب ما لا يخفى؛ فإنَّ الئجُومَ التي تُرمَى بها الشياطين آياتٌ من (١) آياتِ الله، يَحْفَظُ بها دينَهُ، ووحيَهُ، وآياته المنزَّلة على رسوله، فَبِها ظهر دينُهُ، وشرعُهُ، وأسماؤُهُ، وصفاتُهُ، وجُعِلَتْ هذه الئجُومُ المشاهَدة خَدَمًا وحرسًا لهذه النُّجُوم الهادية.
ونَفَى -سبحانه- عن رسوله الضلالَ المنافي للهُدَى، والغَيَّ المنافي للرَّشَاد. ففي ضمن هذا الئفْي الشهادة له بأنَّه على الهُدَى والرشْد، فالهُدَى في عِلْمِهِ، والرُّشْد في عَمَلِهِ.
وهذان الأصلان هما غاية كمال العبد، وبهما سعادته وفلاحه. وبهما وصَفَ النبيُّ - ﷺ - خلفاءَهُ؛ فقال: "عليكم بِسُنَّتَي وسُنَّة الخُلَفَاءِ الرَّاشِدين المَهْدِيِّين مِنْ بعدي" (٢).
فالرَّاشِد ضِدُّ الغاوي، والمَهْديُّ ضِدُّ الضَّالِّ، وهو الذي زكَتْ نَفْسُا بالعلم النَّافع والعمل الصالح، وهو صاحب الهُدَى ودينِ الحقِّ،

(١) "آياتٌ من" ملحق بهامش (ح).
(٢) أخرجه: أحمد في "المسند" (٤/ ١٢٦ - ١٢٧)، وأبو داود في "سننه" رقم (٤٦٥٧)، والترمذي في "سننه" رقم (٢٦٧٦)، وابن ماجه في "سننه" رقم (٤٢ و ٤٣)، والدارمي رقم (٩٦)، وابن حِبَّان في "صحيحه" رقم (٥)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ٩٥ - ٩٧)، وغيرهم... من حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه-.
قال الترمذي: داحديث حسن صحيح"، وصححه: البزار، والهروي، وابن حِبَّان، والحاكم ووافقه الذهبي، وابن عبد البر، والضياء المقدسي، وابن رجب، وغيرهم.
وانظر: "السلسلة الصحيحة" رقم (٩٣٧)، و"الإرواء" رقم (٢٤٥٥).


الصفحة التالية
Icon