لَئِنْ هَجَرْتَ أَخَا صِدْقٍ وَمَكْرُمَةٍ | لقد مَرَيتَ أخًا ما كانَ يَمْرِيكَا |
ورجَّح أبو عُبَيد قراءة من قرأ "أَفَتَمْرُونَهُ"، قال: "وذلك أنَّ المشركين إنَّما كان شأنُهم الجُحُود لِمَا كان يأتيهم من الوحي، وهذا كان أكثر من المُمَارَاة منهم" (٢).
يعني (٣): أنَّ من قرأ "أَفتَمُرُونَهُ" فمعناه: أَفَتُجَادِلُونه؟ ومن قرأ "أَفَتَمْرُونهُ" معناه: أَفَتَجْحَدُونه؟ وجحودهم لِمَا جاء به كان هو شأنُهم، وكان أكثرَ من مجادلتهم له.
وخالفه أبو عليٍّ وغيرُه، واختاروا قراءة ﴿أَفَتُمَارُونَهُ﴾.
قال أبو عليٍّ: "من قرأ "أَفَتُمَارُونَه" فمعناه: أفتجادلونه جِدالاً تَرُومُون به دفعه عمَّا عَلِمَهُ وشاهَدَهُ؟ ويُقَوِّي هذا الوجه قوله تعالى: ﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ﴾ [الأنفال/ ٦]. ومن قرأ "أَفَتَمْرُونَهم" كان المعنى: أَفَتَجْحَدُونه؟ ". قال: "والمُجَادَلة كأنَّها أشبه في هذا؛ لأنَّ الجُحُود كان منهم في هذا وفي غيره، وقد جادله المشركون في الإسراء" (٤).
(١) انظر: "الكامل" (٢/ ٧٢١)، ونقله عنه النحَّاس في "إعراب القرآن" (٨٩٣).
(٢) انظر: "الجامع" للقرطبي (١٧/ ٩٣)، و"فتح القدير" (٥/ ١٤٠).
(٣) "يعني" ملحق بهامش (ك).
(٤) "الحُجَّة للقُرَّاء السبعة" لأبي علي الفارسي (٦/ ٢٣٠).
(٢) انظر: "الجامع" للقرطبي (١٧/ ٩٣)، و"فتح القدير" (٥/ ١٤٠).
(٣) "يعني" ملحق بهامش (ك).
(٤) "الحُجَّة للقُرَّاء السبعة" لأبي علي الفارسي (٦/ ٢٣٠).