وقال الأزهري: "العرب تقول: زَوَّجْتُه امرأةً، وتزوَّجْتُ امرأةً، وليس في كلامهم: تزوَّجْتُ بامرأةٍ. وقوله تعالى: ﴿وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٢٠)﴾ [الطور/٢٠]؛ أي: قَرَنَّاهُم" (١).
وعلى هذا "فزوَّجْنَاهُم" عند هؤلاء من الاقتران والشَّفْع، أي: شَفَعْنَاهُم، وقرنَّاهُم بِهِنَّ.
وقالت طائفةٌ -منهم مجاهد (٢) -: زوَّجْنَاهم بِهِن، أي: أَنكحْنَاهُم إيَّاهُنَّ.
قلتُ: وعلى هذا فَتَلْوِيحُ فِعْل التزويج قد دلَّ على النكاح، وتعديته بـ "الباء" المُتَضمِّنة [ن/ ٨٠] معنى الاقترانِ والضَّمِّ، فالقولان واحدٌ. والله أعلم.
وأمَّا "الحُورُ العِينُ"؛ فقال مجاهد: "التي يَحَارُ فيها الطَّرْفُ، باديًا مُخُّ سُوقهنَّ من وراء ثيابهنَّ، ويَرَى النَّاظِرُ وجهَهُ في كَبِدِ إحداهُنَّ كالمِرآة من رِقَّة الجِلْدِ، وصفاءِ اللَّون" (٣).
(١) "تهذيب اللغة" (١١/ ١٥٢).
(٢) أخرجه: ابن جرير فى "تفسيره" (١١/ ٢٤٨).
وعزاه السيوطي إلى: الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر. "الدر المنثور" (٥/ ٧٥٣).
(٣) أخرجه: ابن أبي الدنيا في "صفة الجنَّة" رقم (٣٠٢)، وابن جرير في "تفسيره" (١١/ ٢٤٨).
وعزاه السيوطي إلى: الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر. "الدر المنثور" (٥/ ٧٥٣).
قال ابن جرير الطبري (١١/ ٢٤٨): "وهذا الذي قاله مجاهد من أنَّ "الحُورَ" =