الجبالِ، وقالوا: يا رَبُّ؛ هل مِنْ خَلْقِكَ شيءٌ أشدُّ من الجبال؟ قال: نعم، الحديد. قالوا: يا رَب؛ فهل مِنْ خَلْقِكَ شيءٌ أشدُّ من الحديد؟ قال: نعم، النَّار. قالوا: يا ربُّ؛ فهل مِنْ خَلْقِكَ شيءٌ أشدُّ من النَّار؟ [ك/ ٨٠] قال: نعم، الماء. قالوا: يا رَبُّ؛ فهل مِنْ خَلْقِكَ شيءٌ أشدُّ من الماء؟ قال: نعم، الريح. قالوا: يا رَبُّ فهل مِنْ خَلْقِكَ شيءٌ أشدُّ من الريح؟ قال: نعم، ابنُ آدم، تصدقَ [ن/ ٨٢] بصدقه بيمينه يُخفِيها مِنْ شِمَاله"؛ ورواه الإمام أحمد في "مسنده" (١).
وفي الترمذي (٢) في حديث قصة عاب أنه لم يرسل عليهم من الرِّيح إلا قَدْر حَلْقَةِ الخَاتَم، فلم تَذَرْ من شيءٍ أَتَتْ عليه إلا جَعَلَتْه كالرَّمِيم.
وقد وَصَفَها اللهُ -سبحانه- بأنها عاتيةٌ؛ قال البخاري في "صحيحه" (٣): "عَتَتْ على الخَزَنَة"، فلم يستطيعوا أنْ يردُّوها.
ولفظ الترمذي: "فقال بها عليها"، وعند الباقين: "فألقاها عليها".
(٢) أخرجه: الترمذي في "سننه" رقم (٣٢٧٣ و ٣٢٧٤)، وأحمد في "المسند" (٣/ ٤٨١ - ٤٨٢)، والطبراني في "الكبير" (٣/ رقم ٣٣٢٥).
وحسنه الألباني في "السلسلة الضعيفة" رقم (١٢٢٨).
(٣) علقه البخاري عن ابن عيينة في موضعين من "صحيحه":
الأول: كتاب الأنبياء، باب: قول الله عز وجل: ﴿وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ﴾ شديدة ﴿عَاتِيَةٍ (٦)﴾ [الحاقة: ٦] (٣/ ١٢١٨).
والثاني: كتاب التفسير، سورة الفرقان (٤/ ١٧٨٣).
وجاء نحوه عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنَّه قال: "لم ينزل الله شيئًا من الريح إلا بوزنٍ على يدي مَلَكِ، إلا يوم عادِ فإنَّه أَذِنَ لها دون =