ويُهْلِكُ آخرين بالرِّيح، وآخرين بالصَّيحَةِ، وآخرين بالمَسْخِ، وآخرين بالحجارة، وآخرين بظُلةٍ من النَّار من فوقهم، وآخرين بالصواعق، وآخرين [ن/٨٨] بأنواع أُخَر من العقوبات، وينْجُو دَاعِيهم وَمَنْ معه، والهالكون أضعافُ (١) أضعافهم عَدَدًا وقوةً ومَنَعَةً وأموالاً.
فَيَا لَكِ مِنْ آياتِ حَقٍّ لو اهتَدَى | بِهِنَّ مُرِيدُ الحَقِّ؛ كُنَّ هَوَادِيا |
ولكنْ على تلك القلوب أَكِنَّة | فليسَتْ -وإنْ أَصْغَتْ- تُجِيبُ المُنَادِيا |
ومن الآيات التي في الأرضِ ما يُحْدِثُه فيها كلَّ وقتٍ ممَّا يُصَدِّق رُسُلَهُ فيما أخبرَتْ (٢) به، فلا تزال آياتُ الرسُلِ، وأعلامُ صِدْقِهم، وأدلَّةُ نُبوَّتهم يُحدِثُها الله -سبحانه وتعالى- في الأرض، إقامةً للحُجَّةِ على مَنْ لم يُشَاهِد تلك الآيات التي قارَبَت عَصْرَ الرسول، حتَّى كأنَّ أهلَ كلِّ قَرْنٍ يشاهدون ما يشاهده الأوَّلُون أو نظيره (٣)، كما قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ [فصلت: ٥٣].
وهذه الإرَاءَةُ لا تختصُّ بقَرْنٍ [ح/١١٢] دون قَرْنٍ، بل لابدَّ ما يُري اللهُ -سبحانه- أهلَ كُلِّ قَرْنٍ من الآيات ما يبيِّنُ لهم أنَّه اللهُ الذي لا إله
(١) ساقط من (ز).
(٢) في (ز): أخبر.
(٣) في (ز) و (ن) و (ك) و (ح): لنظيره، وفي (ط): كنظيره.
(٢) في (ز): أخبر.
(٣) في (ز) و (ن) و (ك) و (ح): لنظيره، وفي (ط): كنظيره.