الأعضاء الأصليَّة. فدلَّ على أنَّه مركَّبٌ من أجزاء كُلٍّ منهما، قريبُ الاستعداد لأن يصير جزءًا من عضوٍ مخصوصٍ.
ولذلك سمَّاه اللهُ تعالى: "سُلَالَةً من ماءٍ" (١)، و"السُّلَالَة": فُعَالَة من السَّلِّ، وهو ما يُسَلُّ (٢) من البدن، كـ: النُّخَالَة، والنُّجَارَة (٣).
كما سمَّى أصلَهُ: "سُلَالَةً من طينٍ" (٤)، لأنَّه استلَّها من جميع الأرض، كما في "جامع الترمذي" عن النبيِّ - ﷺ -: "إنَّ اللهَ خلق آدمَ من قَبْضَةٍ قَبَضَها من جميع الأرض" (٥).
قال أصحاب القول الآخر -وهم جمهور الأطبَّاء وغيرهم-: لو كان الأمر كما زعمتم، وأنَّ "المَنِيَّ" يُسْتَلُّ من جميع الأعضاء، لكان إذا حصل مَنِيُّ الذَّكَر ومَنِيُّ الأنثى في "الرَّحِم" تشكَّلَ المولود بشَكْلِهما معًا، ولَكَانَ الرجلُ لا يَلِدُ إِلَّا ذكورًا دائمًا، لأنَّ "المَنِيَّ" قد اسَتُلَّ -عندكم- من جميع أجزائه، فإذا انعقد وَجَبَ أن يكون مثله.
وأيضًا، فإنَّ المرأة تضع من وَطْءِ الرَّجُل في "البطن" الواحد ذكرًا
(٢) في (ك) و (ط): يسيل.
(٣) تصحفت في (ز) و (ك) إلى: التجارة! وفي (ح) و (م): كالبخار والبخارة!!
"النُّخَالَة": ما يخرج من غربلة الدقيق بالمُنْخُل. و"النُّجَارَة": ما انْتَحَتَ عند النَّجْرِ.
انظر: "مختار الصحاح" (٦٧٦)، و"القاموس" (٦١٧ و ١٣٧١).
(٤) في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢)﴾ [المؤمنون: ١٢].
(٥) سبق تخريجه (ص / ٤٨٨).