وهذه [ح/ ١٤٢] الثلاثة تسمَّى: "الأمعاء العليا" و"الأمعاء الدِّقَاق"، وهي كلُّها في سعة "البوَّاب".
وأمَّا الرابع (١) -وهو الأوَّل من الثلاثة السُّفْلَى الغِلاَظ- فيسمَّى: "الأعور"؛ لأنَّه لا منفذ له، بل هو كالكيس يخرج منه ما دخل من حيث دخل. وحكمته أنَّه يَتِمُّ فيه ما يَعْسُر هَضْمُه من الأشياء الصُّلْبة، كما يتمُّ ذلك في قَوَانِص الطيور. ووضعه في الجانب الأيمن.
والخامس: المسمَّى: بـ"قُولُون"، يبتدئ من الجانب الأيمن، ويأخذ عرضًا إلى الأيسر، ويُحْتبَسُ فيه الثُّفْلُ ريثما يستقصي ما فيه [ك/١١٣].
والسادس: هو الآخِر، وهو: "المِعَى المستقيم"؟؛ لأنُّه مستقيم (٢) الوضع في طول البدن، وهو واسعٌ جدًّا، يجتمع فيه الثُّفْل كما يجتمع البول في "المثانة"، وعليه الفَضْلة المانعة لخروج الثُّفْل بدون الإرادة.
وقد صحَّ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "المؤمن يأكل في مِعَىً واحدٍ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء" (٣)، فأطلق على "المعدة" اسم "المِعَى" تغليبًا، ولمشابهتها بـ "الأمعاء"؛ لكون كل واحدٍ من "الأمعاء" و"المعدة"

(١) في (ح) و (م): الدامع.
(٢) "لأنه مستقيم" ساقط من (ك).
(٣) أخرجه: البخاري في "صحيحه" رقم (٥٣٩٣ - ٥٣٩٥)، ومسلم في "صحيحه" رقم (٢٠٦٠)؛ من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.
وفي "الصحيحين" عن عِدَّةِ من الصحابة منهم: أبو هريرة، وأبو موسى، وجابر -رضي الله عنهم-.


الصفحة التالية
Icon