والحِسُّ يدلُّ على ذلك أيضًا، فإنَّ "العَظْم" يألَم، ويَضْرِبُ (١)، ويَسْكُن، وذلك نفس إحساسه.
قالوا: ولا يمكن إنكارُ كون "العظام" فيها قوَّةٌ حسَّاسَةٌ تحسُّ بالبارد والحَارِّ.
قال الآخرون: الإحساس والألم ليس "للعظم" في نفسه، وإنَّما هو لما جاوره من "اللَّحْم".
قال المنازعون لهم: هذا مكابَرَةٌ ظاهرةٌ؛ فإنَّ "العظْمَ" نفسَه يَألَمُ، ولا سيَّما إذا انْصَدَع.
ثُمَّ إنَّ "الأسنانَ" و"الأضراسَ" تحسُّ بالألم والحارِّ والبارد بأنفسها، لا بِمُجَاوِرِها من "اللَّحم".
ولهذا توسَّطت. طائفةٌ ثالثةٌ، وقالت: عظامُ "الأسنان" خاصةً لها الإحساس، بخلاف سائر "العظام".
وهؤلاء قد (٢) سلَّمُوا المسألة من مكانٍ قريب، فإن الذي دلَّ على إحساس "الأسنان" وحياتها هو الدَّالُّ على حياة سائر "العظام"، والشبهة التي ذكروها لو صحَّت لمَنَعَت من إحساس "الأسنان".
وأمَّا حديث الطهارة والنَّجَاسة فذاكَ لأمرٍ آخر وراءَ الحياة.
انظر: "القاموس" (١٣٨).
(٢) في جميع النسخ: فقد، وما أثبته أصوب.